هناك امرأة شقراء تبكي..
و غصن زيتون بأرضي
تعانقها شمس المغيب
ويسرح التراب في ردائها إذا يمضي
يسافر المساء في شجاها
وتسكن المساءات بلحظي
أراها و للدمع هتك يداري
وحجب العين بعضها كبعضي
أباكية الغصن اعذريني...
فإن الحزن عندي ليس يرضي
أنا إن غبت عنك حينا من الأمس
لأنت الذكر في كل ومض
على يديك دونت شعري
ألا فامسحي القبر و غضي
دموعك التي تسقي التراب
دموعك التي سالت كفيض
تهيج الدمع في عيني
وإني بلا دموع ..... في هذه الأرض
عصيت دمعي وانتهى حزني
وأفنيت حيرتي و بعت غيظي
دموعك التي تغسل أخطائي
أنا منها مريد دون حوض
دموعك التي أحرقت شعري
يرف الثرى منها كروض
أباكية الغصن ارحميني
فقد عذب الدمع فكري و لفظي
عبادتي إذا شهدت يوما هي الحب
فذاك سنتي و فرضي
مداد العشق من دمي
ونبضه في العروق نبضي..
على هذه الأرض ولدت
ولي منها حنين و اعتبار كان يقضي
شعور كان في صدري يلبي
أجاب دعوة الموت بأرضي
رأيت في عيون القوم لومي
أماتوا في سكوني كل وعظ
أحلوا أهلهم دار البوار
وتلك دار كل من يبيع أرضي
تركت هذه الدنيا غريبا
كما أتيتها من غير حظ
تباروا يا ضعاف النفس بعدي
وإن صارت لكم ماذا ستفضي؟
أنا إن ضاع دربي في مرامي
وحال كل أمري يوم قبضي
وشاعت من سريرتي المخازي
و ألقى الصدى جهل خوضي
فإني في المنايا بعث تاريخ
توارى ذات يوم دون حفظ
قطعت سوط كل جلاد
و زور كل من داس عرضي
عروبتي تكلمت فأنصت الردى
وخطت في جبين العز تسبيح أرض
شهيد أنا فلتشهد الدنيا،
و أنت اشهدي و لا تحزني ما دمت في هذه الأرض....
شعر .. معمر عيساني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للكلمات عطر ونسائم..
فعطر لنا صفحتنا وقصائدنا الشجية..
بفيض عواطفك الندية..